دور وأهمية الآثار في كتابة التاريخ الوطني

فهرس المقال

تهديم الفرنسيين دار الإمارة (دار الجنينة) بمدينة الجزائر ( دراسة تاريخية أثرية) كان عنوان مداخلة الدكتورة لطيفة بورابة ، أشارت فيها إلى أن دار الجنينة تعد من أقدم المباني في مدينة الجزائر بعد جامع المرابطين(الجامع الأعظم).وكانت تقع في مركز المدينة، وبجوارها معظم الدوائر الحكومية.وأضافت أن الإدارة الاستعمارية أدركت أن إزالة دار الإمارة يعني إزالة مركز المدينة لأن بعض التكوينات المعمارية في المدينة الإسلامية ترتبط ارتباطا واضحا بالوظيفة السياسية ومن هذه التكوينات دار الإمارة.

وفي اليوم الثاني من الملتقى قدم الدكتور بن نعمان الاسماعيل من جامعة الجزائر2 معهد الآثار مداخلة تحت عنوان "قصبة مدينة دلس : تراث في حاجة إلى تثمين "، حيث ذكر أن مدينة دلس تعتبر من المدن الأثرية الجزائرية التي مازالت تمتلك مخزونا تراثيا يبين جانبا هاما من التراث المعماري و الفني للجزائر، وتبرز مكانتها في كونها مركزا مهما بالنسبة لمختلف القرى التي كانت محيطة بها في جبال منطقة القبائل الكبرى.

ونذكر من بين المداخلات كذلك مداخلة الأستاذة مريم بقدور التي تحدثت فيها عن أهمية السكة في إثراء التاريخ الوطني والتي خلصت إلى ان السكة أدت مهمة نبيلة تمثلت في نقل الأفكار والثقافات بين الشعوب، كما أنها وفرت كما هائلا من المعلومات للمؤرخين للكشف عن الحقائق التي لم تستنتج من الآثار و المعالم الأخرى. في حين قدم الدكتور حمزة محمد الشريف مداخلة بعنوان صيانة وترميم فسيفساء منزل اللبؤة بلماز.أما الدكتورة ابرهيمي فائزة من جامعة تلمسان تحدث عن التوجهات الإستراتجية للمحافظة على التراث الأثري. ومن جامعة سطيف شارك الدكتور السعيد خاشة بمداخلة تحت عنوان "دراسة مجتمع كويكول من خلال الكتابات اللاتينية خلال الفترة الرومانية متطرقا إلى العائلات الكبرى لمجتمع كويكول.

اختتم الملتقى في يومه الثاني وبعد اجتماع اللجنة التي ضبطت مجموعة من التوصيات المتمخضة من أشغال الملتقى وهي كالآتي:

- العمل على إبراز التراث الأثري للجزائر في كتابة التاريخ الحضاري للإنسانية.

- توسيع مجال التنقيب الأثري عبر التراب الوطني كمصدر للكتابة التاريخية.

- تأسيس بنك معلوماتي للباحثين في التراث الأثري، كل في إختصاصه لمعالجة و دراسة الإشكاليات التاريخية و ذلك للتعريف بالحضارات التي عرفتها البلاد وتقديمها لمختلف شرائح المجتمع.

- نقل الثقافة الأثرية للمجتمع بٕإقامة تظاهرات علمية في هذا الشأن.

- الاهتمام بآثار المقاومة الوطنية و آثار الثورة التحريرية كمصدر لكتابة تاريخ الثورة.

- ضرورة توسيع مجال الاهتمام بالمخطوطات كمصدر مادي لكتابة التاريخ من حيث المحافظة عليها و تصنيفها و فهرستها و تحقيقها.

- تنسيق الجهود ما بين المختصين في مجال الآثار و التاريخ و مخابر البحث عبر الوطن في مجال البحث الثري.

- العمل على نشر الثقافة الأثرية لدى المجتمع و التحسيس بقيمة آثار الجزائر عبر العصور و التعريف بها و العمل على المحافظة عليها

- العمل على حماية التراث الوطني حماية قانونية وفق ما يمليه قانون 04.98 المتعلق بحماية التراث الثقافي.

- تكوين خلية إتصال على مستوى معهد الآثار، الهدف منها متابعة أوضاع إكتشافات الآثار عبر الوطن و تسليط الضوء على الوضعية التي توجد عليها معظم الآثار.

- العمل على وقف استنزاف الذاكرة الوطنية من خلال شبكات تهريب الآثار و ذلك بالتنسيق بين مختلف الجهات المعنية، الدرك الوطني، الأمن الوطني و الجمارك و الجامعة و مختلف مصالح وزارة الثقافة.

وعلى هامش الملتقى الوطني، نظم معهد الآثار ببهو قاعة المحاضرات الكبرى معرضا متحفيا للآثار. شمل هذا الأخير مجموعة من المخلفات المادية للحضارة الجزائرية من مواقع ومعالم أثرية التي تعكس مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها الجزائر.كما ضم بعض اللافتات التوضيحية لنتائج أعمال التنقيب الأثرية التي يقوم بها معهد الآثار و بعض المجسمات لمختلف المعالم والتحف الفنية من إنتاج الطلبة.

أعدت التغطية ليلى أوهيب