{besps}galerie photos Accord d Evian{/besps}

احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة الجزائر2 ببوزريعة أيام العاشر و الحادي عاشر من الشهر الجاري ملتقى وطنيا حول اتفاقيات إيفيان شمل الملتقى ثلاثة محاور أساسية. أولها مبدأ التفاوض والاتصالات الفرنسية الجزائرية, ثانيتها صدى الاتفاقيات في الساحة الدولية وثالثها اتفاقيات إيفيان في المنظور التاريخي

بالاظافة إلى منشطي الملتقى من أساتذة وباحثين جاءوا من مختلف الجامعات الوطنية و مؤطريه، شاركت عدة شخصيات وطنية من صناع هذا الحدث وكانت بمثابة شهادات حية جعلت التاريخ يتكلم عن نفسه, في مقدمتهم معالي رئيس الحكومة الأسبق السيد رضا مالك ومعالي السفير الأسبق السيد صالح بن قبي. كذلك من بين الشخصيات التي حضرت الملتقى السيد سعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين و السيد بوعزارة صحفي وعضو في المجلس الشعبي الوطني

انطلقت أشغال الملتقى حوالي الساعة التاسعة والنصف صباحا بعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وبعد الاستماع إلى النشيد الوطني

{videobox}S9Tx55yy2H0{/videobox}   

 

{videobox}zlZFSycpdeI{/videobox}

ثم أعلن الأستاذ الدكتور عبد القادر هني رئيس جامعة الجزائر2 عن الافتتاح الرسمي للملتقى بعد أن رحب بالحضور و ألقى كلمته الافتتاحية

{videobox}FyjzC_VCAXk{/videobox}

 

أحيلت الكلمة مباشرة إلى معالي رئيس الحكومة الأسبق السيد رضا مالك والناطق الرسمي للوفد المفاوض

{videobox}T2TvxNmw448{/videobox}

 حيث تحدث عن مسار الثورةالتحريرية وقضاياها في هذه المفاوضات عن كيفية تأسيس الحكومة المؤقتة. وفي ختام حديثه شكر جامعة الجرائر2 على هذه المبادرة التي أحيت من خلالها ذكرى تاريخية المهمة في حياة الثورة التحريرية الجزائريةو في السياق ذاته ذكر السفير صالح بن قبي أن : "النجاح في جميع المجالاتقادهالشعب رجالا ونساء، كبار وصغارا، وهذا ما يجعل شباب اليوم مفتخرا"ستأنفت أشغال الملتقى في الساعة الثانية زوالا وترأس الجلسة العلمية الأولى الأستاذ الحاج عيفة رئيس قسم التاريخ بجامعة الجزائر

شارك في هذه الجلسة عدة أساتذة وباحثين نذكر من بينهم الدكتور محمد لحسن زغيدي من جامعة الجزائر2. تناولت مداخلته لمحة عن مسار الاتصالات السرية والرسمية والمبادئ الخاصة بكل طرف ومدى التزام كل منها بها. كما تكلم عن مفاوضات إيفيان و المفاوضات المنبثقة منها و المواد المنصوص فيها ومدى تطابق هذه الأخيرة بمبادئ الحركة الوطنية عبر مسارها التاريخي منذ إعلان مبدأ الاستقلال في برامج نجم شمال إفريقيا إلى إعلان الثورة التحريرية

أما المداخلة التالية فكانت للدكتور عبد القادر كرليل من الجامعة نفسها، تطرق من خلالها إلى الطبيعة القانونية لاتفاقيات إيفيان . كما تحدث عن مدى شرعية النصوص الناجمة عن هذه الاتفاقيات والتزام الطرفين بتطبيق بنودها

وقدم الدكتور عبد الغني أعراب من جامعة عنابة مداخلة بعنوان ''الاتصالات الجزائرية الفرنسية عبر مراحلها '

 'كما شاركت الأستاذة زكية فلاح بمداخلة حول قضية الصحراء الجزائرية في اتفاقيات إيفيان التي تعتبر آخر مرحلة من مراحل الكفاح. وذكرت الأستاذة أن الصحراء على المستوى الاقتصادي تمثل مصدر للثورات الكامنة تحت الأرض، واما عل المستوى الاستراتيجي فهذا يعني إبقاء اتصالاتها بافريقيا السوداء ومتابعة تجاربها النووية

وفي ختام الجلسة فتح باب النقاش بين الأساتذة والطلبة حيث وجهت العديد من الأسئلة إلى الأساتذة المتدخلين الذين أجابوا على جلها

تواصلت أشغال الملتقى في يومه الثاني في الساعة التاسعة صباحا. و ترأس الأستاذ محمد الهادي حارش الجلسة العلمية الثانية ، وكانت أول مداخلة للدكتور عبد الله مقلاتي من جامعة المسيلة حيث تحدث الدكتور عن الموقف الدولي و المغاربي من اتفاقيات إيفيان – بورقيبية نموذجا- طرح الدكتور في مداخلته سؤالا : كيف حدد بورقيبة موقفه من اتفاقيات إيفيان وما انعكاس ذلك على تطور علاقته بقيادة الثورة الجزائرية؟ ولقد حاول الأستاذ الإجابة عنه من خلال تطرقه إلى ثلاثة نقاط وهي على التوالي: مفهوم بورقيبة لحل القضية الجزائرية، صدى اتفاقيات إيفيان في تونس وأخيرا ردود فعل بورقيبة مقارنة بالمواقف الدولية

وأما عن ثاني مداخلة في هذه الجلسة كانت للدكتور علي لعبيدي من جامعة الشلف. تحدث عن أصداء اتفاقيات إيفيان في الصحافة العراقية. ذكر الأستاذ أن الصحافة العراقية كانت تتابع المفاوضات التي كانت تجري بين جبهة التحرير و فرنسا والتي تمخض عنها توقيع اتفاقيات إيفيان . ولقد اعتبرتها أحد الصحف العراقية ''لطمة حقيقية للمشروع الاستعماري الفرنسي في عصر الحريات''كما أشار الأستاذ في مداخلته إلى أبرز ما كتب من تحليلات وتعليقات للأحزاب والقوى الوطنية في العراق في ذلك الوقت

وفيما يخص المداخلة الثالثة، فكانت للدكتور بشير سعدوني من جامعة الجزائر2 تحت عنوان ''قراءة في اتفاقيات إيفيان َ18 مارس1962. من بين النقاط التي تطرق إليها هي مدى شمولية الاتفاقيات لمختلف الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وما مدى تطابقها مع مواثيق ونصوص الثورة الجزائرية و ماهي أبرز سلبياتها و إيجابياتها, وهل تمت معالجة هذه السلبيات أم مازالت تلاحق الجزائر

وتكلم الأستاذ حرز الله من جامعة المسيلة من جهته عن موفق الرأي العالمي من اتفاقيات إيفيان وأخذ موقف الولايات المتحدة الأمريكية نموذجا طارحا السؤال الآتي : ''هل الولايات المتحدة الأمريكية رحبت باتفاقيات إيفيان إيمانا منها بحق الشعب الجزائري في الحرية أو لمصلحة سياسية؟''وللإجابة عن هذا التساؤل اعتمد على ثلاثة نقاط. تمحورت الأولى حول خلفية العلاقات الجزائرية الأمريكية للفترة السابقة لاحتلال الجزائر، والثانية عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الثورة الجزائرية. في حين تمثلت النقطة الثالثة التي اعتمد عليها في موقف هذه الأخيرة من الجانب السياسي والثقافي والاقتصادي لهذه الاتفاقيات

 كانت آخر مداخلة في هذه الجلسة للدكتور مولاي عبد القادر من جامعة الجزائر2 بعنوان''دراسة تحليلية لاتفاقية إيفيان 19مارس 1962م. ورفعت الجلسة بعد المناقشات التي شارك فيها طلبة و أساتذة

استأنف الملتقى أشغاله في الثانية زوالا في يومه الثاني و الاخير بجلسة علمية ثالثة ترأسها الأستاذ عيفة الحاج، حيث فسح المجال لتدخلات كل من الاستاذ محمد الأمين حمداني من جامعة2 بمداخلة تحت عنوان ''المجتمع الدولي و مواقفه من المفاوضات الجزائرية الفرنسية :المؤتمرات الافريقيا نموذجا (1958-1962) . حاول الأستاذ إعطاء نظرة عن صدى القضية الجزائرية من خلال عدة مؤتمرات, نذكر من بينها: ''مؤتمر الدول الأفريقية المستقلة أكرا(غانا) أفريل 1958''، ''مؤتمر كل الشعوب الإفريقية الأولى أكرا(غانا) ديسمبر1958''و ''مؤتمر كل الشعوب الإفريقية الثالثة أكرا(غانا) مارس 1961

وأما عن مداخلة الأستاذ أحمد جعفري من جامعة أدرار فقد شارك بمداخلة تحت عنوان ''الاتصالات الجزائرية الفرنسية عبر مراحلها (الصحراء في المفوضات)

وعن الأستاذ مبروك النوي من جامعة قالمة، فتحدث عن مناورات فرنسا لفصل الصحراء وردود الفعل الشعبية لوحدة الوطن –مظاهرات 27 فبراير بورقلة نموذجا-

ومن جهتها قدمت الدكتورة نفيسة دويدة من المدرسة العليا للأساتذة مداخلة موضوعها على جهود منظمة الجيش السري لإفشال المفاوضات الفرنسية الجزائرية. وتمثلت إشكالية مداخلتها في البحث عن علاقة المنظمة L’OAS بالسلطة الفرنسية السياسية

وبعد آخر مداخلة في هذا الملتقى، فسح المجال لأسئلة الطلبة و الأساتذة ليرد الأساتذة المتدخلون للإجابة عن الأسئلة الموجهة إليهم

واختتم الملتقى بعد رفع عبارات الشكر و التقدير لرئيس جامعة الجزائر2 الدكتور عبد القادر هني بتوصيات نذكر منها حث الجامعة على طبع المحاضرات و عقد دوريات سنوية حول الاتفاقيات

تغطية ليلى أوهيب